ابو بكر سالم (50 ) سنة من الشعر واللحن والغناء) مؤيد الشيباني

ممششككوورر
Very Happy

ابو بكر سالم (50 ) سنة من الشعر واللحن والغناء) مؤيد الشيباني Bsm

ا
كنت جالساً اتهياء لكتابتة خاطرة فأذا احد الاخوان المدرسين في المدرسة التي اعمل فيها يقدم لي كتاب من طباعة مركز زايد ( الله يرحمه ويخله فسيح جناتة ) للتراث والتاريخ بعنوان اصوات في الفن والشعر والحياة ومن تاليف الاستاذ ( مــؤيد الشيــباتي ) قلبت الكتاب سريعاً فوجدت ان الاستاذ مؤيد قد افرد بعض صفحات الكتاب للحديث عن الملك الاصيل ابو اصيل بعنوان ابو بكرسالم ( 50 ) سنة من الشعر واللحن والغناء وانا استميح الاستاذ مويد الشيباني لان انقل ما كتبه عن هذا الصرح العالي العظيم الفنان الاصيل ابو اصيل واقدمه هدية للمشرف العام الاخ العزيز ابو منصور واللأ خ محمد الحداد نائب المشرف العام ولكل الاخوه اعضاء منتدي الاصاله ................................. كتب الاستاذ مؤيد الشيباني يقول

( ابوبكر سالم 50 سنة من الفن والشعر واللحن والغناء )
نصف قرن من عدن في اوائل الخمسيتيات الي العام الفين ( طبعة قديمة) كأنها 24 ساعة ( يادوب مرت علي )
اللون والمدرسة والمعلم والشاعر ابو بكر سالم بلفقيه ، ذالك اليمني العربي الاصيل الذيا متزجت فيه ذائقةالشعر وموهبة اللحن وارادة الفنان الحقيقي حتي اصبح احد اهم أعمدة الأ غنيةالعربيةفي القرن العشرين
انه نتاج خليط عجيب ، في ذاكرة خريطة المناطق والأ مكنة وسنوات التنقل والوجوه ، واحداث وانتماءت ومدارس مهمة بدت بالمدرسة الحضرمية ثما المدرسة الصنعانية ومنها الي تاسيس مدرسة حديثة هي المدرسة الخليجية عموماً في الاغنية ..
ان المراحل المكانيةالتي اثرت في تجربة الفنان الكبير ابو بكر سالم بدات من عدن حيث الانطلاقة الاولي المثقلة بالوان التراث الفني الجميل والمهم علي صعيد الايقاع والشعر والحركة ومنه الدان وهو فن محلي يمثل البيئة الحضرمية وله شعراؤه ومغنوه وتقاليده.

اما المرحلة التالية فكانت عندما انطلق الي بيروت عام 1959 وهناك سجل وغني وتعاون حتي استطاع الحصول علي افق اوسع في عالم الشهرة وتقديم التجربة الي الوسط الفني العربي والجمهور وهي مرحلة المرور الي الاقامة في مصرسنة 1973 والامتداد الزمني الذ ملاه ابوبكر علي المسرح وفي الاستديو وفي الحياة عموما

هو الملحن وهو الشاعر والمطرب ، تجربة نادرة اسسها ابو بكر ولا نقول اسسته ، فقد كان وىيزال نقطة تحول جريئة في مسيرة الغنا اغلير قادم من مصرا والشام اوالعراق انه من عدن اذن ثمة نقطة بعيدة لا بد ان تقترب وان تشكل معني فكان لابد من اللون
ان فكرة اللون الفني هي فكرة الابداع نفسه ، ففي سنوات الفرز الطبيعة بعد كل عقد من الزمن ابعد اية مرحلة تشهد فوضي الظهور والتنافس ، لا بد من لون يبرز دون مصادفة اووساطة .. ان ابو بكر سالم لون فني لم يتكرر، مثل محمد عبده ياس خضر ووديع الصافي هذه الالوان تفردت حتى معاني الهوية المعروفة سواء في الذاكرة أو في وسائل الإعلام، في الحياة أو ما بعد الحياة ... من هنا لا أحد ينسى ( يا طايرة طيري على بندر عدن ) وأغنية ( باشل حبك معي ) وذلك الأداء الراجف في الوثوق ن الصاعد في الجذور ، المفرح المحزن الذي ينشر لطافته ودعوته إلى التأمل ... لقد حدث أن أبوبكر سالم اقتحم سبعينيات الفن في البلاد العربية اقتحاماً مذهلاً ، إذ تساءل الجميع عن ذلك الشاب الذي يردد ( يادوب مرت علي 24 ساعة ضاع الهوى يا خسارة ، ضاع كل الضياعة ) الأداء كان جديداً والصوت مغايراً للأصوات السائدة ، من أين هذا الفنان؟؟؟؟؟

حقاً ، من أين هذا الفنان ؟؟؟؟ بل من أين له كل هذه الطاقة والمخيلة والصبر ؟؟ ارتبط أبوبكر سالم بالصبر ، هكذا أراه في سلسلة العناوين الغنائية، ومنها قدرته على التحمل والصمود في وجه تيارات ومشكلات عدة . لقد جاءت عناوين الأغاني من عاطفة العربي البسيط والقوي ( ما يهزك ريح يا مركب هوانا ) هكذا الجبل ، وهو في أدائه يمثل الجبل فنراه راسخاً يحفر في أعماقه بصوته ثم يخرج إلى الجمهور بحرقة حقيقية حتى يتساءل البعض : كيف يعيش إنسان وفي داخلة كل هذه الاحتراقات ؟؟ حتى أبوبكر سالم نفسه يقف أمام نفسه حاملاً أصعب الأسئلة ،يحولها إلى أغنيات كتابة و لحناً وغناء ( عادك لا صغير بدري عليك الهوى ، ذا جرح ماله دوا ، يهز قلب كبير ، وش عاد قلبك ) ..............

ان اللون الفني المتميز وحده لايكفي ، ثمة حضور ساحر حمل ابو بكر سالم الي الصدارة ، ثمة شغف وتوق وحنين وملامح في الوجه والصوت ، وثمة تصرف لاحدود له في اللحن والكلام وحركةاليدين . ان التصرف عند ابوبكر سالم لم يكن مجرد خروج علي النص بل هو ضمن نسيج تكوينه الابداعي الذي اوصله الي مطلق الحركة، انه يفاجي المتلقي في الملعب بالقرار والجواب وكأنه يختبر روحه ، يوخزها بالهمة ويعيد صياغية معاناته لحظة الاغنية، كل ذالك يحدث ليس بعيداً عن اغاني المهد الاولي وعن فضاءت الينابيع الحضرمية التي سقته وغيره من الاصوات لكن ابو بكر سالم كان الاكثر إقناعاَ وقدرة علي الاضافة وإ عادة الصياغة .....

إن جيلاً تربي علي صوت اواصوات أولئك الأولئل ( منهم ابوبكر سالم الذي انتمي بحق الي جيل العماقة ) يتذكر ان انطلاقة تلفزيون الكويت شهدت يصوير عدد كمن الاغاني لمطربين كويتين وعرب منهم ابوبكر سالم،
الامر ذاته حدث في انطلاقة تلفزيون لبنان عندما صور ايضاَ اغنية للفنان ابوبكر وهو ماساعد علي انتشار اسمه في الو سط الفني العربي خاصة لبنان ماحصل عند ئذ تعاونات فنية لحنية فغنت من كلامات والحان ابوبكر مجموعة من المطربات مثل ، نازك ،ونجاح سلام ،وهيام يونس ، ونزهة يونس ، وفدي عبيد .. ربما لايعرف هذه المعلومة الكثير من المهتمين بالأغنية اليوم لكنها شكلت حينها ظاهره فنيه مهمة لفنان شاب محمل بكل هذة الطاقة والمحبة والاقناع حتي ان مطرباً كبيراَ مثل طلال مداح لم يتوان عن تقديم اغنيان بصوته من الحان ابو بكر سالم الي جانب اصوات ااخري في مراحل لاحقة مثل ، ورده ، وانغام ، واصاله ، وعبد لله رويشد وراشد الماجد وعبد المجيد عبد الله وذكري واصيل ووليد توفيق ، نلاحظ هذة الأصوات انها موزعة علي بيئات عربية عدة من سورياولبنان والسعودية ومصر والكويت مايعني ان هذه المساحة الممتده علي طول الخريطة العربية تعرف جيداَ ابو بكر سالم وتدرك عمق تجربتية الفنية وخبرتة التي تضعه في موقع المعام الصادق والأصيل !!! ويضيف الاستاذ مويد الشيباني
كسب ابوبكر سالم ثقة كبار الشعراء في المنطقة منهم سمو الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم الذي كان محور ( التلاقي) بين اصوات ابو بكر سالم( الذي لحن الاغنيات )وذكري واصالة واصيل في اغاني ( يامشغل التقكير، ياموجة الشوق ، ياللي ملكت الروح صون الهوي) وقد استطاع ابوبكر ان يقود هذا العمل بجدارة فائقة حيث الحن المناسب والموزع علي منابع تجربته اليمنية والخليجية وفهمه لأصوات المطربين المشاركين في ( التلاقي ) اما علاقته بالشاعر حسين ابوبكر المحضار فهي علاقة تأسيسية وضعت اللبنة الاولي لهذا الصرح الذي خرجت علاماتته من وادي حضرموت لتبقي عصية علي الانتهاء مهما ضاقت الأ فاق وتحولت الازمنة .
قلنا في البداية ان ثمة محطات عديدة تركت اثارها الواضحة في شخصية الفنان ابو بكر سالم ، ومن الصعب أن تؤرخ لهذه المحطات ( هذه القراءة ليست منهجيه تارخية ) ولكن لابد من الاشارة الي ابو بكر الانسان الذي عاش غربة مزدوجة في المكان والروح حيث قلق الفن وقلق الامكنة ( علي قلق كأن الريح تحتي )
وذلك ما يشكل وضوحاً مباشراً في صوت والحان ابوبكر سالم ، بل وفي حياته حين يتحدث عنها المقربون منه هنا يقول الناقد الدكتور عمر عبد العزيز ( ثمة خط مهم في حياة وسيرة هذا الفنان تمثل بالغربة والاغتراب بالمعاني الفلسفية والسكلوجية فاغتراب الفنان ليس موازياَ بالضرورة للمكان بل انه زمن اخر لغربة الذات المبدعةالتي تظل متوحدة ومقيمة في مفازة الالهام والأستغرق في عالم الذات الداخلية)

بعد نصف قرن عدن ليست بعيدة ، انهاالان اكثر اقتراباً واتصالاً ولم يكن الانفصال الأمحاولة لمزيد من التذكر حيث الجد والأديب ابو بكر بن شهاب وحيث المعلم الاول حداد بن حسن الكاف وحيث صورة الدان وجلسات السمروايقاعات الرقص الشعبي ، هذه المحطات وغيرها ( التدريس قبل الغناء ) جعلت ابو بكر سالم ديواناً متنقلاً فيه الف القوافي لشعراء العربية علي امتداد التاريخ اليمني والجزيزة العربية وصولاً الي رواد الحداثة
وقيم الحكمة والشجاعة والحب . ففي احاديثه تطريز متصل بالشعر ، وفي اختيار كلماته رائة الحكمة والخبرة ، انه الفارس الذي امتطي صهوة المجهول في صحراء الحياة ومضي في سنوات العمر حتي رأي كل شي حتي عاد الي مدينة روحه ولكن دون جدران اوبيوت اومواد ملموسة ، ابوبكر سالم عنوان الهيام المطلق، ذالك (العارف) الذي تخضرم في الازمنة والناس، واستغرق في فنه الى غير رجعة ، هو اليوم واحد من المحبين الاوائل الذين يجملون الحياة ويصارعون الجدب من اجل فكرة مثمرة. لقد صنع شخصيته بمزيد من القلق والمكابرة والمتابعه ، انه ليس مطربا فقط .. اقد حمل مهمة جعل الفن اليمني ذا مذاق خاص مزج فيه بين الاصالة والحداثة ، ونقله الى مصر منذ السبعينيات وهو امر بالغ الصعوبه حيث ذلك الزمن المليء بابداعات العملقه شأنه شأن القادمين ا مثال فائزة احمد ووردة الجزائريه وفريد الاطرش..وقد تعددت المهمات في مسيرة
ابوبكر سالم ، منها مهم نقل النبض من قلب الى قلب مكاني آخر ، ومنها ايضا مهمة الثلاثة في واحد ، الكاتب والملحن والمطرب ، اذ لا وجود لمن يفهم هذااللون ويبني عطاءه الابداعي علي اساس ذلك الفهم ، ثم مهمة الوصول الي القمه ، الذي يبدو صعبا مثلما البقاء في القمة..................